1. Al Bourda - البُردةِ
- Ton (DO) +

Ton non validé


مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
أَمِنْ تَــذَكُّــرِ جِيـرَانٍ بِــــــــذِي سَـــــــلَمِ
مَــــزَجْـــتَ دَمْـعًـــــا جَــرَى مِن مُـقْــلَــةٍ بِدَمِ
أَمْ هَــبَّــتِ الرِّيـــحُ مِن تِــــلْـــقَــاءِ كَــاظِــمَــةٍ
وَأَوْمَــضَ الْــــبَـرْقُ فِــي الظَّــلْمَـاءِ مِن إِضَمِ
فَـمَا لِعَــيْــنَـــيْكَ إِنْ قُــلْتَ اكْــفُـــفَـا هَـمَـتَا
وَمَا لِــقَــلْــبِــكَ إِنْ قُــــلْتَ اسْـــتَــفِـقْ يَـهِــمِ
لَوْلَا الْـهَوَى لَـمْ تُرِقْ دَمْعًـــا عَلَى طَلَلِ
وَلَا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البَـانِ والْــعَلَـمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
فَكَيْفَ تُنْكِـرُ حُبًّا بَعْدَمَـا شَــهِدَت
بِهِ عَلَيْـكَ عُدُولُ الدَّمْـعِ وَالسَّــــقَمِ
وَأَثْـبَتَ الْـوَجْدُ خَـطَّي عَــــبْــــرَةٍ وَضَـنَى
مِثْـــلَ الْــبَهَـارِ عَلَى خَدَّيْـــكَ وَالْــــعَــنَـمِ
نَعَمْ سَـرَى طَـيْفُ مَنْ أَهْـوَى فَـأَرَّقَنِي
وَالْـحُبُّ يَعْتَـرِضُ اللَّـذَّاتِ بِالْأَلَـمِ
يــَا لَائِمِي فِي الْـهَوَى العُذْرِيِّ مَعْـذِرَةً
مِنّـِي إِلَيْـكَ وَلَو أَنْصَفْـتَ لَـم تَلُـمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
فـَإِنَّ أَمَّارَتِي بِالسُّـوءِ مَــا اتَّعَظَت
مِن جَهْلِـهَا بِنَذِيرِ الشَّـيْبِ وَالْـهَـرَمِ
وَلَا أَعَــدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الْـجَمِيلِ قِرَى
ضَيفٍ أَلَـمَّ بِرَأْسِـي غَيْرَ مـُحْتَشِـمِ
لَـوْ كُنتُ أَعْلَـمُ أَنّي مَــا أُوَقّـِـــرُهُ
كَتَمْتُ سِـرَّا بَــدَا لي مِنهُ بِالْكَتَمِ
مَن لِي بِرَدِّ جِـمَــاحٍ مِنْ غَوَايَــــتِهَــا
كَمَا يُرَدُّ جـِمـَاَحُ الْـخَيْــلِ بِاللُّـجُمِ
فـَلا تَرُمْ بِالْمَعَاصِي كَسْـرَ شَـهْوَتِـهَا
إِنَّ الطَّعَـامَ يُقَوِّي شَــهْوةَ النَّهِم
والنَّفْسُ كَالطّـِفْلِ إِنْ تـُهْمِلْه ُشَبَّ عَلَى
حُبّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِــمِ
فَاصْرِفْ هَوَاهَــا وَحَاذِر أَن تُوَلّـِــيَهُ
اِنَّ الْــهَوَى مَـا تَـوَلَّى يُصِمْ أَوْ يَصِمِ
وراﻋِﻬَـﺎ وﻫﻲ َ ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل ِ ﺳـﺎﺋﻤَﺔٌ
ِوإن ْ ﻫِﻲ َ اﺳﺘَﺤْﻠَﺖ ِ اﻟﻤَﺮﻋﻰ ﻓﻼ تُسِمِ
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِـمَا
وَإِنْ هُــمَـا مَـحَضَـاكَ النُّصْحَ فَاتَّـهِـمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
وَرَاوَدَتْــهُ الْـجِبَالُ الشُّـمُّ مِن ذَهَبٍ
عَن نَّفْسِـهِ فَـأَرَاهَا أَيـَّمَـــا شَـمـَمِ
وَأَكَّــدَت زُهدَهُ فِيهَا ضَرُورَتُــهُ
إِنَّ الضَّرُورَةَ لَا تَعْــدُو عَلَى الْعِصَمِ
وَكَيْفَ تَدْعُو إِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةُ مَنْ
لَوْلاَهُ لَمْ تُخْرَجِ الدُّنْيَا مِنَ العَدَمِ
مُـحَمَّدٌّ سَـيّـِدُ الْكَــوْنَـيْنِ وَالثَّقَلَـيْنِ
وَالْفَرِيقَـيْـن مِنْ عُـرْبٍ وَمِن عَجَـمِ
نَبِيُّنَـا الَآمِرُ النَّــاهِي فَلَا أَحَــدٌ
أَبَـرَّ فِي قَــولِ لَا مِنْـهَ وَلَا نَعَـمِ
هُوَ الْـحَبِيبُ الَّــذِي تُرجَى شَـفَاعَتُهُ
لِكُــلّ هَوْلٍ مِنَ الأَهْـوَالِ مُقْتَحِمِ
دَعَـا إِلَى اللهِ فَالْـمُسْـتَمسِـكُونَ بِـهِ
مُسْــتَمْسِـكُونَ بِـحَبْـلٍ غِــيرِ مُنفَصِـمِ
فَــاقَ النَّبِـــيّـِـينَ فِـي خَلْـقٍ وَّفِي خُلُـقٍ
وَلَـم يُـدَانُوهُ في عِلْــمٍ وَّلَا كَـرَمِ
وكُلُّهُم مِن رسولِ اللهِ مُلتَمِسٌ
غَرْفًا مِنَ البحرِ أو رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
فَهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصورَتُهُ
ثم اصطفاهُ حبيبًا بارِئُ النَّسَمِ
وانسُبْ إلى ذاتِهِ ما شئتَ مِن شَرَفٍ
وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَمِ
فإنَّ فَضلَ رسولِ اللهِ ليس لهُ
حَدٌّ فَيُعرِبَ عنهُ ناطِقُ بِفَمِ
فَمَبْلَغُ الْعِــلمِ فِيهِ أَنَّــهُ بَشَــرٌ
وَأَنَّــهُ خَيْــرُ خَلْـقِ اللهِ كُـــلّـِــهِمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
أكرِمْ بخَلْقِ نبيِّ زانَهُ خُلُقٌ
بالحُسنِ مشتَمِلٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ
كأنَّهُ وهْوَ فَرْدُ مِن جلالَتِهِ
في عسكرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَمِ
لَا طِيبَ يَعْــدِلُ تُرْبًا ضَمَّ أَعْظُمَهُ
طُوبَى لِمُنتَشِـقٍ مِنْـــهُ وَمُـلْتَـثِـمِ
أَبَــانَ مَولِدُهُ عَنْ طِيــبِ عُنْصُرِهِ
يـــَا طِيبَ مُبتَـدَإٍ مِنْهُ وَمُـخْتَتَـمِ
يَــومٌ تَفَرَّسَ فِيــهِ الْفُرْسُ أَنَّهُـمُ
قَــدْ أُنـذِرُوا بِـحُلُولِ البُؤْسِ وَالنّـِــقَمِ
وَبَـاتَ إِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ
كَشَـمْلِ أَصْحَابِ كِسـرَى غَيرَ مُلْتَئِمِ
وَالنَّارُ خَـامِدَةُ الْأَنفَـاسِ مِن أَسَـفٍ
عَلَيهِ وَالنَّهْرُ سَـاهِي الْعَيْنِ مِن سَـدَمِ
وَسَـاءَ سَـاوَةَ أَنْ غَاضَتْ بُـحَيـرَتُهَـا
وَرُدَّ وَارِدُهَـا بــِالغَيْظِ حِينَ ظَـمِي
كَــأَنَّ بِالنَّـارِ مَا بِالـْمَـاءِ مِنْ بَلَـلٍ
حُزْنَـاً وَبِـالْـمَاءِ مَا بِـالنَّارِ مِن ضَـرَمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
جاءت لِدَعوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَةً
تمشِي إليه على ساقٍ بلا قَدَمٍ
كأنَّمَا سَطَرَتْ سطرًا لِمَا كَتَبَتْ
فُرُوعُهَا مِن بديع الخَطَّ في اللَّقَمِ
مثلَ الغمامَةِ أَنَّى سارَ سائرَةً
تَقِيهِ حَرَّ وَطِيسِ للهَجِيرِ حَمِي
محمَّدٌ سيدُ الكونينِ والثقَلَيْنِ
والفريقين مِن عُربٍ ومِن عَجَمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّم دَائِمًا أَبَدًا
عَلَى حَبِــيــبِكَ خَيْـرِ الْـخَــلــقِ كُـــلِّهِمِ